يعزو فيف سولومون أوتابور، لاعب كرة القدم الإنجليزي ذو الأصول النيجيرية والذي سافر على نطاق واسع، قوته العقلية وقدرته على التكيف في البلدان المختلفة التي لعب فيها إلى البيئة التنافسية للأكاديميات في المملكة المتحدة والتي صقلت مهاراته وشخصيته.
لقد كانت رحلة سولومون أوتابور من ملاعب لندن الشعبية إلى كرة القدم الاحترافية بمثابة شهادة على المرونة والقدرة على التكيف والدروس القيمة التي تعلمها في بوتقة أكاديميات كرة القدم في المملكة المتحدة.
وُلِد سليمان أوتابور في الثاني من يناير عام 2 في لندن لأبوين نيجيريين من ولاية إيدو، وكانت السنوات الأولى من حياته مليئة بالثراء الثقافي لكرة القدم النيجيرية.
يقول سولومون أوتابور: "لقد كانت الأمور متقلبة لأن الدخول إلى الأكاديمية لم يكن سهلاً".
كنت ألعب لفريقي المحلي، أستمتع بكرة القدم وأُعبّر عن نفسي. اكتشفني تشيلسي وأنا في الرابعة عشرة من عمري، وقضيت هناك حوالي ستة أو سبعة أشهر قبل أن أوقع مع كريستال بالاس، حيث بقيت لمدة عامين.
تميزت فترة وجوده في هذه الأكاديميات المرموقة بالمنافسة الشديدة والتوقعات العالية، وهي التجارب التي صقلت قوته العقلية وأخلاقيات العمل لديه.
في عام ٢٠١٢، انضم سولومون-أوتابور إلى أكاديمية برمنغهام سيتي، وهي خطوةٌ كانت محوريةً في تطوره. بدأ مسيرته الاحترافية عام ٢٠١٥، وسرعان ما تألق في الأداء، وحصل على جائزة أفضل لاعب شاب في النادي عام ٢٠١٦.
وقد لفت أداؤه انتباه المدير الفني آنذاك غاري رويت، الذي شبهه بديماراي جراي، وأشاد بسرعته وتعدد استخداماته وأخلاقيات عمله.
"إذا كان قادرًا على تجميع كل شيء معًا، فسوف يكون ديماراي جراي آخر"، كما أشار رويت.
رغم بدايته الواعدة، لم تكن مسيرة سولومون-أوتابور خالية من التحديات. فقد واجه منافسة شرسة على مركز أساسي، وقضى فترات على سبيل الإعارة في أندية مثل أكسفورد سيتي، وبولتون واندررز، وبلاكبول، وبورتسموث، مكتسبًا خبرة لا تُقدر بثمن، وخبرة واسعة في أساليب لعب مختلفة.
لقد لعبت فترات الإعارة هذه دورًا فعالًا في نموه، حيث علمته القدرة على التكيف وأهمية اغتنام الفرص عندما تظهر.
في عام ٢٠١٩، اتخذ سولومون-أوتابور خطوة جريئة نحو الاحتراف الخارجي، بالتعاقد مع نادي سيسكا صوفيا البلغاري. وسّعت هذه التجربة آفاقه، داخل الملعب وخارجه. شارك في تصفيات الدوري الأوروبي، وحصل على فرصة الانضمام إلى المنتخب النيجيري، وهو حلم تحقق للاعب.
لقد أشعلت هذه الدعوة ارتباطًا عميقًا بتراث كرة القدم النيجيرية وكان دائمًا حريصًا على الحصول على المزيد من الفرص لتمثيل البلاد.
وقد ساهمت فتراته اللاحقة مع أندية ويجان أثليتيك، وسانت جونستون، وروخ لفيف، وكانجزو مايتي ليونز في إثراء مسيرته المهنية بشكل أكبر، حيث قدم كل نادٍ تحديات وتجارب تعليمية فريدة من نوعها.
وفي عام 2025، واصل سليمان أوتابور مسيرته الاحترافية مع نادي العروبة في الدوري الإماراتي للمحترفين، وأظهر قدرته على التكيف والتزامه باللعبة.
وفي معرض حديثه عن تجاربه، يرى سولومون أوتابور أن التدريب الصارم والانضباط الذي تم غرسه في الأكاديميات بالمملكة المتحدة كان له دور في تشكيل نهجه في كرة القدم.
ويعترف قائلاً: "لم تكن فرصة الدخول إلى الأكاديمية سهلة على الإطلاق".
"لكن تلك التحديات علمتني المرونة وأهمية العمل الجاد."